"كويتيات" أعظم أية في القرآن

[بنت الكويت]

آية الكرسي ..

هي سيدة آي القرآن الكريم ، 

وهي أعظم آية في كتاب الله تعالى ..

وهذا من المعلوم لسائر المسلمين 

وجاء ذلك في الحديث فيما رواه الإمام مسلم :

سأل رسول الله :

(يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)

قال: قلت: الله ورسوله أعلم، 

قال: (يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟)

قال: قلت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم، 

قال: فضرب في صدري، وقال: 

(ليهنك العلم أبا المنذر). 

**

ولذلك فخليق بنا أن نتأمل في أسرار هذه الآية 

لندرك لم فضلت على سائر آي القرآن .

إن آية الكرسي مشتملة على عشر جمل ..

ولكل جملة معنى عظيم جداً ..!

فلنطلع أخواتي على ماتشمله هذه الجمل :

أولاً ~

*( الله لاإله إلا هُو)*

نفي الألوهية الحقة نفياً قاطعاً إلا لله وحده ..

فهو الإله المألوه أي المعبود حباً وتعظيماً ..

ولا أحد يستحق هذا الوصف غير الله .

إذن في هذه الجملة المطلب الأول للعقيدة ..

وهو التوحيد ونفي الشرك .

ثانياً ~

*( الحي ُّ القيُّوم )*

إسمان يحتويان كمال الأوصاف والأفعال ..

( الحي ّ) كمال الأوصاف ، فهو تعالى ذو الحياة الكاملة 

التي لم تسبق بعدم ، ولا يلحقها فناء ..

فهو سبحانه لم يزل ، ولا يزال حيّاًكاملاً في جميع أوصافه.

**

( القيّوم ) كمال الأفعال ، فهو تعالى قائم على نفسه ..

فلا يحتاج لأحد من خلقه..

وهو القائم على غيره ، فكل أحد محتاج إليه .

**

قال بعض السلف :

هما الإسمان الأعظم الذي إذا دعا به العبد أجيب ؛

لأنهما تضمنا جميع الأسماء الحسنى ..

فصفة الكمال في ( الحي )..

وصفة الإحسان والسلطان في ( القيوم ).

ثالثاً~

*( لاتأخذُه سِنةٌ ولا نومٌ)*

لايعتريه نعاس ، ولا نوم .. لكمال حياته وقيوميته .

رابعاً ~

*( لهُ مافي السّموات ِ والأرْضِ)*

في الجملة حصر .. أي له وحده ..

وفيها إثبات عموم ملكه سبحانه، وأنه لايتصرف أحد..

في ملكه بغير رضاه .

خامساً~

*( من ذا الذي يَشفعُ عندهُ إلّا بِإذنه)*

لا أحد من المخلوقات يملك يوم القيامة أن يجلب نفعاً ..

أو يدفع ضراً ، حتى لو كان النبي صلى الله عليه وسلم 

وهو الأعظم جاهاً عند الله ، إلا بإذنه سبحانه لكمال سلطانه .

سادساً~

*( يعلم مابينَ أيديْهم وما خَلفَهم )*

تدل هذه الجملة على سعة علمه تعالى 

فهو يعلم جميع الأشياء علماً شاملاً وتفصيلاً..

المستقبل ( مابين أيديهم ) ..والماضي ( وما خلفهم ).

سابعاً ~

*( ولا يحيطونَ بشيءٍ من عِلمه إلا بما شاء)*

وفي تأملها معنيان :

المعنى الأول : لايحيطون بشيء من علم نفسه ..

عن أسماء الله وصفاته وأفعاله ..

إلا بما شاء أن يعلمهم إياهُ ، فيعلَمونه.

**

والمعنى الثاني : ولايحيطون بشيء مما يعلمه

في السماوات والأرض إلا بما شاء أن يعلمهم إياهُ ، فيعلمونه .

ثامناً~

*( وسِع كُرسيٌه السموات والأرض)*

أي شمل وأحاط كرسيه وهو موضع قدمي رب العزة 

وهو بين يدي العرش كالمقدمة له

صح ذلك عن ابن عباس .

**

وجاءت أقوال مفسرين آخرين في معنى الكرسي أنه العرش نفسه..

**

كما جاء تفسير على أن الكرسي هو : علم الله وذلك بدلالة 

قوله تعالى : " ولا يؤده حفظهما "

تاسعاً ~

*( ولا يؤُدُهُ ، حفظُهما )*

لايشق ولا يثقل على الله سبحانه حفظ السماوات والأرض

ففي هذه الجملة تنبيه على صفات :

العلم ، والقدرة، والحياة، والرحمة ،والحكمة ، والقوة لله تعالى.

عاشراً ~

*( وهوَ العليّ العظيم )*

هو سبحانه ذو العلو المطلق فوق كل شيء..

ذو العظمة في الذات ، والسلطان ، والصفات ..

هذه عشر جمل تدعونا للتدبر وتأمل ما بها من معاني لاحصر لها

ليزيد عمق إيماننا بالخالق العظيم 

ويعظم وقعه على قلوبنا ..

*

*

وقفة ~

الإمام النووي يوجز أسباب عظمة هذه الآيةبقوله :

إنما تميزت آية الكرسي بكونها أعظم..

لما جمعت من أصول الأسماء والصفات من :

الإلهية ، والوحدانية، والحياة، والعلم، والملك ، 

والقدرة ، والإرادة، 

وهذه السبع هي أصول الأسماء والصفات .

*

*

خاتمة بيانية ~

يذكر السامرائي في خاتمة بيانية في تفسيره لآية الكرسي 

هذا البيان الرائع :

الملاحظ في آية الكرسي أنها ذكرت في بدايتها صفتين

من صفات الله تعالى (الحيّ القيّوم) 

وانتهت بصفتين. .. (العليّ العظيم) 

وكل جملة في الآية تدل على أنه :

الحيّ القيّوم ... والعليّ العظيم سبحانه تقدست صفاته. 

فالذي لا إله إلا هو .. هو الحي القيوم 

والذي لا تأخذه سنة ولا نوم.. هو حيّ وقيّوم

والذي له ما في السموات وما في الأرض

أي المالك والذي يدبر أمر ملكه ..هو هو الحيّ القيوم

والذي لا يشفع عنده... هو الحي القيوم ولا يشفع إلا باذنه..

والذي يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم..

ولا يحاط بشيء من علمه ... هو الحيّ القيّوم ..

القيّم على الآخرين ..

والذي وسع كرسيه السموات والأرض ..هو الحيّ القيّوم ..

والذي لا يؤده حفظهما ..هو الحيّ القيّوم ..

لأن الذي يحفظ هو : الحي القيوم وهو العلي العظيم.

والحي القيوم ..هو العلي العظيم ..

والذي لا تأخذه سنة ولا نوم ،

والذي له ما في السموات والأرض ،

والذي لا يشفع عنده إلا باذنه ،

والذي يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ،

والذي لا يحاط بعلمه إلا بما شاء.... هو العليّ العظيم 

فكل جملة في آية الكرسي المباركة تدلّ :

على أنه الحيّ القيّوم.. 

والعلي العظيم.

*

*

أختي المؤمنة :

احرصي على قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة ..

وتدبري آياتها ، لتدركي عظمتها ..

و لتدركي أنه كلما ازددت علما بها ، كلما فُتِح لك بها باب علم 

فمعانيها بحر كلما تعمقت فيه خرجت بلؤلؤة من كنزه 

هذه نبذة من أعظم آية .. 

فكيف بآيات القرآن كلها وما بها من كنوز تثري الروح 

وتفعم الحياة طمأنينة ورضا ..؟

ونفوز بها برضا الرحمن ..؟ وأعلى منازل الجنان ؟؟!

‏

حديث الروح / ولي نبض آخر